التريند

جوديسون بارك لم يكن ليودع بهدوء - لكن ما حدث كان شيئًا استثنائيًا
يُعدّ ملعب جوديسون بارك واحدًا من أعظم المسارح الرياضية، وكان لا بد أن يكون الديربي الأخير لميرسيسايد على هذا الملعب العريق بمثابة المشهد الختامي الدرامي الذي يستحقه قبل أن تُغلق أبوابه إلى الأبد.
شهدت اللحظات الأخيرة من المباراة هدف التعادل في الدقيقة 98 عبر جيمس تاركوفسكي، وهو الهدف الذي لم يُحتسب مباشرة، بل انتظر الجميع في ترقب دام لعدة دقائق حتى تأكيده بعد مراجعة حكم الفيديو المساعد (VAR) لاحتمال وجود تسلل أو خطأ.
وعندما تم احتساب الهدف ومنح إيفرتون تعادلاً مستحقًا بنتيجة 2-2، اشتعلت الأجواء أكثر بعد قيام عبدولاي دوكوري باستفزاز جماهير ليفربول بلا داعٍ، الأمر الذي أثار غضب كيرتس جونز، لتتحول المواجهة إلى مشاجرة جماعية انتهت بطرد كلا اللاعبين.
لم يقتصر الأمر على اللاعبين فقط، بل امتد الغضب إلى المدرب الهولندي آرني سلوت ومساعده سيبكه هولشوف، حيث أُقصيا بسبب اعتراضهما العنيف على قرارات الحكم مايكل أوليفر، مما أدى إلى حالة من الفوضى شملت تدخل الشرطة ورجال الأمن ولاعبي الفريقين.
وصف مدرب إيفرتون ديفيد مويس الأجواء قائلاً:
"كانت المباراة فوضوية من بدايتها إلى نهايتها... أشبه بعودة إلى الماضي، الأجواء كانت مشحونة طوال الليل، وكان الملعب يغلي بالحماس. لقد كانت أمسية استثنائية."
بكلمات قليلة، لخص مويس السحر الخاص بملعب جوديسون بارك.
قد يكون الملعب قديمًا وبعض أجزائه تعاني من التهالك، لكن في ليالٍ نارية كهذه، خاصة عندما يكون ليفربول هو الخصم، فإنه يهتز حرفيًا تحت وقع الحماس والدعم الجماهيري الجارف، في أجواء نادرة يصعب تكرارها في أي مكان آخر في عالم كرة القدم.
ورغم أن إيفرتون سينتقل الموسم المقبل إلى ملعبه الجديد والمتطور في براملين مور دوك، إلا أن استنساخ الروح الفريدة لجوديسون بارك يبدو مهمة شبه مستحيلة. نعم، الانتقال كان ضروريًا بسبب قدم المرافق والحاجة إلى التطوير، لكن هذا المكان يحمل تاريخًا وروحًا لا يمكن لأي مهندس معماري تصميمها.
جوديسون بارك لم يكن ليودع بهدوء، ولكن ما حدث كان ملحمة حقيقية مليئة بالعاطفة، الشغف، والفوضى التي وصفها مويس بأنها مجرد "شد وجذب" عقب صافرة النهاية.
قد تحجب بعض أعمدته رؤية الجماهير، لكن لا شيء يمكنه أن يحجب ذكرياته الخالدة، ومدرجه الرئيسي الشاهق، والتصاميم المتشابكة الشهيرة في المدرجات، التي تعد بصمة المهندس الاسكتلندي الشهير آرشيبالد ليتش.
هذا الملعب لم يكن مجرد بناء هندسي، بل كان قلبًا ينبض بالحياة… وقريبًا سيتوقف عن الخفقان.

التعليقات
غير متاح حاليا
اترك تعليق
غير متاح حاليا
التريند الان




النشرة الإخبارية
تسجيل في النشرة الاخبارية