عام على وصول مبابي إلى ريال مدريد.. موسم استثنائي فردي دون بطولات

قبل سنة من الآن، أرسى إعلان انتقال كيليان مبابي إلى نادي ريال مدريد حجر الزاوية في عالم كرة القدم، بإنهاء سلسلة طويلة من الشائعات والمناقشات، وبداية مرحلة جديدة في رحلة نجوم الكرة الأكثر إثارة في العصر الحديث.

وبين لحظات التوقيع التاريخية والتصفيق الحار على أرضية "سانتياجو برنابيو"، أضاف مبابي صفحات جديدة من العظمة بلون القميص الأبيض.

في يوم 16 يوليو 2024، أعلن نادي ريال مدريد عن توقيع عقد مع كيليان مبابي قادمًا من نادي باريس سان جيرمان، في إجراء يُعتبر على نطاق واسع بأنه الأبرز في عالم كرة القدم في ذلك الوقت.

لقد كان وصول مبابي تحقيقًا لحلم طويل المدى لجماهير باريس سان جيرمان، الذين اعتبروه استمرارًا للتقليد الغني للنادي ورمزًا لمستقبل الفريق.

حسناً. بدأت قصة مبابي مع ريال مدريد منذ سن الصبا، حين أقر أكثر من مرة بأنه كان يحلم بارتداء قميص الفريق الملكي، لكن المحادثات بينه وبين النادي خضعت لتحديات عديدة على مدى السنوات، أبرزها ما حدث في صيف 2022 عندما اختار البقاء في باريس.

على الرغم من الانتقادات، استمر فلورنتينو بيريز في الثقة بأن الوقت المناسب سيأتي، وفي الصيف الذي تلاه عام 2024، انتهى عقد كيلايان مبابي مع نادي باريس سان جيرمان، وتبعه إعلان رسمي من نادي Реал مدريد في الثالث من يونيو عن توقيع عقد مع النجم الفرنسي، ليتم تقديمه رسميًا في السادس عشر من نفس الشهر.

جماهير ريال مدريد تجمعوا بكميات كبيرة في ملعب البرنابيو، مشيرين إلى أنهم ينتظرون حدثًا كبيرًا. وعندما ظهر مبابي، كان واضحًا أن التأثر يملأ نفسه، حيث أعلن: "لقد جئت هنا اليوم لأحقق حلمًا كنت أحلم به منذ الطفولة، وهو الانضمام إلى ريال مدريد، النادي الذي كان دائمًا هدفي. سأبذل قصارى جهدي كل يوم من أجل هذا الفريق".

عندما دخل كيليان مبابي الملعب مرتديًا القميص رقم 9، استقبلته جماهير ريال مدريد بالتصفيق والهتافات الصاخبة، مما أثار ذكريات كريستيانو رونالدو قبل 15 عامًا. ومع ذلك، فإن الفرق بينهما هو أن مبابي Reached到了 قمة النضج في مسيرته المهنية كواحد من أفضل اللاعبين في العالم، وليس مجرد نجم صاعد.

على الرغم من الإحتفال الذي حدث عند تقديم كيليان مبابي في ملعب البرنابيو، إلا أن بداية رحلته مع ريال مدريد لم تكن كما كان متوقعًا، حيث بدا اللاعب غير منسجم في الأسابيع الأولى من الموسم، مع صعوبة في التمركز واللمسة الأخيرة، وتعذر عليه أن يتوافق بشكل كامل مع زملائه في الخط الهجومي.

تم انتقاد مبابي من قبل وسائل الإعلام في شهر أغسطس، حيث وصف ظهوره الأول في "ماركا" بالحذر، بينما اعتبرت "آس" أن اللاعب لا يزال يتعلم التكيف مع التغييرات التكتيكية الجديدة التي يطبقها المدرب كارلو أنشيلوتي.

مع تقدم الوقت، استعاد مبابي أداءه المعتاد، حيث سجل هدفه الأول في الجولة الرابعة من الليجا، وفي أكتوبر، تحسن أداؤه بشكل مطرد، حيث بدأ سلسلة من الأهداف التي أظهرت أنه تجاوز فترة التردد وأصبح يثبت قيمته في نادي皇家 مدريد.

استمرت أهداف مبابي في التتالي في مختلف الأماكن الإسبانية والأوروبية، حيث أصبح أبرز المهاجمين في الدوري الإسباني، وقام بتحطيم رقم سجله كريستيانو رونالدو في أول موسم له مع ريال مدريد، حيث سجل 31 هدفاً في الليجا.

وبشكل عام، شارك مبابي في 58 مباراة مع ريال مدريد في جميع البطولات، وسجل 44 هدفاً وقدم 5 تمريرات حاسمة، كما فاز بجائزة الحذاء الذهبي وأصبح أول لاعب فرنسي يحققها منذ تييري هنري.

على الرغم من مستوى مبابي المتميز، إلا أن أداء الفريق بشكل عام لم يكن على المستوى المأمول، حيث واجه ريال مدريد إخفاقات كبيرة، بما في ذلك الخروج من دوري الأبطال على يد أرسنال، وفشل في تحقيق ألقاب الدوري أو الكأس أو السوبر الإسباني، إلى جانب الهزيمة القاسية أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025.

حصل مبابي على بطولتين فقط خلال موسمه الأول مع نادي ريال مدريد وهما بطولة السوبر الأوروبي وبطولة كأس إنتركونتيننتال في عام 2024.

سوف يبدأ مبابي مع ريال مدريد في الموسم الجديد بعد شهر، وستكون التوقعات كبيرة حول أدائه، حيث تتطلع جماهير النادي إلى المزيد من الإنجازات الجماعية، لا سيما تحقيق لقب دوري الأبطال الذي لم يحققه مبابي بعد، رغم إنجازاته الفردية المتميزة.

يمكن القول إن الموسم الأول لمبابي مع ريال مدريد كان موسمًا حلميًا مليئًا بالإنجازات الفردية الرائعة، لكنه لم يُتوج بالنجاحات الجماعية المتوقعة. رغم ذلك، أظهر مبابي تألقًا فرديًا استثنائيًا ونجاحات إحصائية تؤكد قيمته الكبيرة، إلا أن التحديات المقبلة ستكون أكثر صعوبة، حيث يأمل مشجعو النادي الملكي أن يترجم هذا التألق الفردي إلى بطولات جماعية وأن يصبح مبابي قائدًا جديدًا للمنتخب في مدريد.