ريال مدريد يبدأ فصل جديد مع归来的 ألونسو لتعزيز هوية الفريق
الكرة العالمية 2025-06-03 19:10:54

ريال مدريد يبدأ فصل جديد مع归来的 ألونسو لتعزيز هوية الفريق

يستعد نادي ريال مدريد لبداية جديدة في تاريخه مع تولي تشابي ألونسو، أحد أشهر نجوم خط الوسط في النادي، منصب المدير الفني للفريق، في وقت يعيش فيه النادي لحظات حرجة ومليئة بالضغوط بعد موسم لم يلبي التوقعات.

المباراة التي انتهت بالهزيمة 4-3 ضد برشلونة في الجولة 35، سوف تُذكر كواحدة من المباريات الأكثر إثارة والمتعة، ولكن من منظور أعمق، فإن النتيجة النهائية خففت من حقيقة قاسية: التفوق التكتيكي والبدني لبرشلونة على ريال مدريد كان واضحًا في كل جانب تقريبًا خلال المباراة.

ريال مدريد حصل على تقدم مبكر بنتيجة 2-0 بفضل براعة كيليان مبابي، الذي سجل هدفًا استثنائيًا رفع رصيده إلى 39 هدفًا هذا الموسم، محققًا رقمًا قياسيًا في أول موسم له مع الفريق، متجاوزًا رقم إيفان زامورانو الذي سجل 37 هدفًا، ومع تقدم المباراة، ظهرت ثغرات تكتيكية واضحة.

منذ البداية، قام برشلونة بتطبيق ضغط قوي شديد، مما أغلق جميع الطرق أمام لعب ريال مدريد في وسط الميدان، واندفع لاعبو الوسط بإغلاق جميع الفرص للعب على الأجناب. لاعبو وسط برشلونة، بيدري وأولمو ودي يونج، استفادوا من مركزهم المحدد واستعادوا الكرة بسرعة، مما جعل من الصعب على لاعبي وسط ريال مدريد، تشواميني وسيبايوس، أن يلعبوا. وفي الأطراف، انهارت بنية ريال مدريد بشكل كامل، حيث كان لوكاس فاسكيز يندفع للأمام بدون دعم كاف، بينما كان فينيسيوس جونيور يفشل في تغطية الدفاع، مما ترك فرصًا كبيرة لبرشلونة للاستفادة منها.

خلال الفترة بين الدقيقة 30 و45، سجل نادي برشلونة ثلاثة أهداف نتيجة لاختيارات تكتيكية واضحة، حيث لم تكن هذه الأهداف مجرد لحظات فردية ممتازة، بل كانت نتيجة لتنسيق وتنظيم جيد في التحركات، الضغط في الوقت المناسب، استعادة الكرة، تفوق عددي في خط الوسط، وتسجيل الأهداف. وفي غياب المدافعين الأساسيين مثل ميليتاو ورويديجر وألابا، تعرض خط دفاع ريال مدريد لضغوط كبيرة تحت الهجمات المتتالية.

خلال الفترة من أغسطس 2024 إلى مايو 2025، تفوق نادي برشلونة على غريمه ريال مدريد بفارق كبير، حيث سجل 18 هدف مقابل 8 أهداف للفريق الريالي. تشمل هذه النتائج انتصارًا كبيرًا بنتيجة 5-2 خارج ملعب برشلونة و勝ًا واضحًا بنتيجة 4-0 على أرضه. لم تكن الهوة بين الفريقين مقتصرة على عدد الأهداف فقط، بل تمتد إلى الطريقة التي يلعب بها كل فريق. في حين يعتمد ريال مدريد على أداء الأفراد، يظهر برشلونة استمرارية في اللعب بنظام ومنهجية واضحة، حيث يفرض طريقة اللعب الخاصة به، بينما يجد ريال مدريد نفسه مجبرًا على الاستجابة دون مبادرة.

هذا هو السياق الذي يأتي فيه تشابي ألونسو إلى ريال مدريد، حيث لا يواجه فريقًا منهكًا فحسب، بل أيضًا فكرة غير واضحة حول هوية النادي وتوجّهاته المستقبلية.

خلال فترة تدريب كارلو أنشيلوتي، لم يتبنى ريال مدريد نهجًا تكتيكيًا ثابتًا، وهذا كان مقبولًا إلى حد ما طالما كانت اللاعبون ينجزون أداءات فردية ممتازة تغطي النقاط الضعيفة. لكن عندما واجهوا أندية متطورة ومدربة مثل برشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي، أصبحت هذه النقاط الضعيفة واضحة ولا يمكن تجاهلها.

سيتعين على ألونسو أن يجد حلًا لتقديم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور بشكل فعال في التشكيلة، حيث يعتمد كلاهما على الحرية والسرعة في اللعب. سيتعين عليه أن يقرر ما إذا كان سيجعل أحدهما يلعب في vịة أعمق، أو استخدام تشكيلة هجومية ضيقة مع أدوار غير تقليدية، أو فرض الانضباط التكتيكي على لاعبين تم التذرع بهم في الماضي.

يعتقد بعض المحللين أن مدرب ريال مدريد سيعتمد على الدفاع بثلاثة لاعبين، لكن هذا التوقع مبالغ فيه. في الواقع، كانت الخطة التكتيكية في ليفركوزن مبنية على القوة النسبية للاعبين المتاحين، وليس على فلسفة مدربية معينة. يمتلك ألونسو خبرة طويلة مع الدفاع الرباعي من خلال تجاربته مع أندية ريال سوسيداد، ليفربول، ريال مدريد وبايرن ميونيخ، وهو يختار النظام الأنسب لفريقه بناءً على القدرات الفردية والمهارات الجماعية.

في مدريد، من المتوقع العودة إلى الدفاع الرباعي بسبب عدم وجود أجنحة دفاعية طبيعية في التشكيلة، حيث يمتلك لاعبون مثل ترينت ألكسندر-أرنولد وفيرلاند ميندي مهارات عظيمة كأظهرة، لكنهم لا يصلحون للعب في دور الجناح الدفاعي المزدوج، كما أن التحول إلى ثلاثية دفاعية سيؤدي إلى خلق فوضى تكتيكية، خاصة فيما يتعلق بأدوار لاعبين مثل روديجر وميليتاو وأسينسيو.

من المتوقع أن تعتمد مدريد تحت إدارة ألونسو على تشكيل 4-2-3-1 أو 4-3-3 مرن، مع استراتيجية استحواذ متكيفة. ستحدد هيئة الفريق ليس الشكل المستخدم، ولكن النية والطريقة التي سيتم بها تطبيق اللعب، بفهم موضعه، ضغط منسق، وأدوار واضحة في بناء اللعب.

سيكون هذا التغيير بمثابة تحول كبير في فلسفة النادي، حيث أن مدريد دائمًا ما تجنب التدريب التكتيكي العميق، حتى مع مدربين منظمين مثل جوزيه مورينيو، الذين ركزوا على الدفاع المنخفض والهجمات المرتدة. ومع ذلك، يمتلك ألونسو رؤية تكتيكية قوية، مهارات تحفيزية، ومكانة أسطورية داخل النادي.

سيتعرض للضغوطات الفورية حيث من المقرر إقامة كأس العالم للأندية بعد أسبوعين فقط من وصوله، مع وجود بعض الغيابات في الخط الدفاعي وإشاعات في سوق الانتقالات. ومع ذلك، فإن التحول التكتيكي لا يبدأ بالتعاقدات الجديدة، بل بالوضوح التام.

ما يرفعه ألونسو ليس فقط الخطة أو التكتيك، بل أيضاً التراث والتاريخ. إنه يمتلك فهمًا عميقًا للنادي، والجماهير، ومعنى الانتماء إلى ريال مدريد، ليس فقط من خلال حمل الشعار، بل أيضاً من خلال تعريف أسلوب اللعب المميز.

ألونسو لم يأتِ ليتكرّر نفس الطريقة التي كان يتبعها في ليفركوزن، وإنما ليجمع بين الأفكار الحديثة وروح النادي الملكي. إذا حقّق النجاح، فسيعيد ليس فقط هيبة النادي، وإنما سيغيّر أيضًا أسلوب الفوز الذي يعتمد عليه مدريد.



SPORTAWY SPORTAWY

التعليقات

غير متاح حاليا

اترك تعليق

غير متاح حاليا